01. التعريف وحقيقة الادعاء
تحليل دقيق لأصل التسمية، مكان الخروج، والفرق الجوهري بينه وبين المهدي المنتظر.
أولاً: لماذا سمي "المسيح"؟
سمي بذلك لأنه ممسوح العين، ولكن السبب الأخطر هو أنه يدعي أنه عيسى ابن مريم (المسيح الحقيقي).
ولهذا السبب تحديداً، سيقتله عيسى ابن مريم الحقيقي عند "باب لُد" في فلسطين، ليكشف كذبه وينهي فتنته بنفسه.
ثانياً: ادعاء المهدية والخروج من أصفهان
عند بداية خروجه، سيدعي الدجال أنه "المهدي المنتظر". ولهذا سيخرج تحديداً من أصفهان في إيران.
- الشعب الإيراني هو أكثر الشعوب استعداداً وترقباً لخروج المهدي.
- يخرج الدجال فيهم ليضلهم بدجله مستغلاً هذا الانتظار.
- يتبعه من يهود أصفهان سبعون ألفاً.
مكان الخروج: بين أصفهان والشام
قال الرسول ﷺ في حديث آخر أن الدجال يخرج "خَلّةً بين الشام والعراق". والجمع بين الروايات يوضح المخطط:
البداية (أصفهان):
يخرج من أصفهان، وقد يتم التستر على ذلك ولا يعلن عنه فوراً، لأن الناس يعلمون أن الدجال يخرج من هناك، فيخفي حقيقته بادعاء الصلاح أو المهدية.
الظهور الأكبر (بين الشام والعراق):
يعيث فساداً يميناً وشمالاً وتظهر فتنته العظمى في الطريق بين الشام والعراق.
الفرق الجوهري: المهدي vs الدجال
رجل صالح، يقود بالعدل، ليس له خوارق ولا معجزات كونية، ينصره الله بالتقوى.
فتنة ممحصة، له خوارق عظيمة (إنزال مطر، إحياء موتى ظاهرياً) استدراجاً من الله.
02. حديث الجساسة وتميم الداري
في عهد النبي ﷺ، جاء تميم الداري (وكان نصرانياً فأسلم) وحكى للنبي قصة وافقت ما كان يحدثهم به. ركب تميم سفينة مع ثلاثين رجلاً، فلعب بهم الموج شهراً، ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر عند مغرب الشمس.
لقاء الدابة (الجساسة)
لقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبلها من دبرها، فقالت: "أنا الجساسة". وأشارت لهم إلى رجل في الدير. دخلوا الدير فإذا هم بأعظم إنسان رأوه قط خلقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه بالحديد.
أسئلة الدجال الغريبة
سألهم الرجل المقيد عن ثلاث علامات:
- نخل بيسان سأل: هل يثمر؟ قالوا: نعم. قال: أما إنه يوشك ألا يثمر.
- بحيرة طبرية سأل: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب.
- عين زغر سأل: هل يزرع أهلها؟ قالوا: نعم. قال: يوشك ألا يفعلوا.
ثم سأل عن النبي الأمي، فأخبروه أنه خرج، فقال: "أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه". ثم قال: "أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج".
03. العلامات والتمهيد الكوني
ترتيب الأحداث العظام السياسية والكونية التي تسبق وترافق خروج الدجال.
أولاً: التسلسل الاستراتيجي (الملحمة الكبرى)
الصلح الآمن
تصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتسلمون وتغنمون.
الغدر والملحمة الكبرى
يغدر الروم ويجمعون للمسلمين تحت 80 غاية (راية)، فيقتتلون مقتلة عظيمة لم ير مثلها.
فتح القسطنطينية
يفتح المسلمون القسطنطينية (إسطنبول) بالتكبير والتهليل، وبينما هم يقتسمون الغنائم، يصرخ الشيطان: "إن الدجال قد خلفكم في أهليكم".
ثانياً: طلوع الشمس من مغربها
جاء في صحيح مسلم أن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة. وهذه العلامة هي الفاصلة، فبمجرد طلوع الشمس من مغربها يُغلق باب التوبة نهائياً.
لماذا الدجال هو "الفتنة الأكبر"؟
تكمن خطورة الدجال القصوى في توقيته؛ حيث يظهر (وفقاً لهذا الترتيب) بعد أن يكون باب التوبة قد أُغلق. وبما أنه يدعو الناس إلى الشرك وعبادته من دون الله، فإن من يفتن به ويشرك في تلك اللحظة لا يمكنه التوبة والعودة للإيمان، فيكون هلاكه أبدياً.
علامة الإغلاق
السنوات الخداعات
يسبق خروجه ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد.
ثالثاً: التمهيد البيئي (القحط الشامل)
-
1
السنة الأولى
يأمر الله السماء فتحبس ثلث مطرها، والأرض فتحبس ثلث نباتها.
-
2
السنة الثانية
تحبس السماء ثلثي مطرها، والأرض ثلثي نباتها.
-
3
السنة الثالثة
تحبس السماء مطرها كله، فلا تقطر قطرة، وتحبس الأرض نباتها كله، فتهلك المواشي إلا ما شاء الله.
قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال ﷺ: "التهليل والتكبير والتحميد، ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام".
04. صفاته الجسدية الدقيقة
علامات واضحة للمؤمنين لا تخفى عليهم، ذكرها النبي ﷺ بدقة متناهية.
العين العوراء
عينه اليمنى عوراء كأنها عنبة طافية (بارزة)، واليسرى عليها ظفرة غليظة (جلدة تغطي جزءاً منها).
البنية والشعر
رجل جسيم (ضخم)، أحمر البشرة، جعد الرأس (شعره شديد التجعيد كأنه أغصان شجرة)، عريض النحر.
المكتوب بين عينيه
مكتوب بين عينيه (ك ف ر) أو (كافر)، يقرؤها كل مؤمن، كاتب أو غير كاتب.
العقم والمشية
عقيم لا يولد له، وأفحج (متباعد ما بين الساقين عند المشي).
05. فتنته وقدراته الخارقة
الجنة والنار
معه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار. من ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه برداً وسلاماً. ومعه جبل من خبز ونهر من ماء.
التحكم في الكون
يأتي القوم فيدعوهم فيؤمنون به، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت. ويأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين (قحط) ليس بأيديهم شيء من أموالهم.
قصة الشاب المؤمن
يخرج إليه شاب من خيار الناس، فيقول الدجال: أؤمن بي. فيقول الشاب: أنت المسيح الكذاب. فيأمر الدجال بنشره بالمنشار فيقطعه نصفين، ويمشي بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً. فيقول: أتؤمن بي؟ فيقول الشاب: ما ازددت فيك إلا بصيرة! فيحاول الدجال قتله فلا يسلط عليه.
06. أتباعه ومساره
يخرج من خراسان (من جهة المشرق)، ثم يسير في الأرض فلا يترك قرية إلا هبطها في أربعين ليلة، إلا مكة والمدينة.
- يتبعه سبعون ألفاً من يهود أصبهان عليهم الطيالسة.
- أكثر أتباعه من النساء والأعراب واليهود.
- سرعته في الأرض كالغيث (المطر) استدبرته الريح.
حرمة مكة والمدينة
لا يدخل مكة ولا المدينة، فما من نقب من أنقابهما إلا وعليه ملائكة صافين يحرسونها. فينزل الدجال في "السبخة" (أرض ملحية خارج المدينة)، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج إليه منها كل كافر ومنافق.
مدة بقائه: 40 يوماً (ولكن ليست كأيامنا)
07. النهاية والمصرع
نزول عيسى ابن مريم
ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين. يدرك الناس في صلاة الفجر ببيت المقدس، فيقول له الإمام المهدي: تقدم صلّ، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله لهذه الأمة.
المواجهة والذوبان
يطلب عيسى الدجال، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء. ولو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن الله يقتله بيد عيسى.
القتل بباب لُد
يدركه بباب "لُد" (في فلسطين)، فيقتله بحربته، ويرى الناس دمه، فتقوم الساعة والناس آمنون من شره.
08. الأسئلة الأكثر بحثاً
إجابات دقيقة وموثقة لأكثر 20 سؤالاً تداولاً حول المسيح الدجال.
هل المسيح الدجال بشر؟
لماذا لم يذكر في القرآن؟
هل هو حي الآن؟
أين تقع جزيرة الدجال؟
هل ابن صياد هو الدجال؟
هل للدجال أولاد؟
كم مدة بقائه في الأرض؟
ما سرعة تحركه؟
هل يدخل مكة والمدينة؟
من يقتل الدجال؟
أين يقتل الدجال؟
ما حقيقة جنته وناره؟
هل يحيي الموتى فعلاً؟
ما المكتوب بين عينيه؟
من هم أكثر أتباعه؟
ما هي "الفتنة الكبرى" التي يأتي بها؟
هل هو أعور العين اليمنى أم اليسرى؟
هل يخرج غاضباً؟
ما علاقة مثلث برمودا بالدجال؟
كيف ننجو منه؟
09. حصن المؤمن
سورة الكهف
"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال".
الاستعاذة في الصلاة
الدعاء في التشهد الأخير قبل السلام:
الفرار منه
"من سمع بالدجال فلينأ عنه"، لا تواجهه واثقاً بإيمانك، فالشبهات خطافة.